المفهوم الحديث للمنهج، ومميزات المنهج بمفهومه الحديث
المفهوم الحديث للمنهج
يعرف المنهج بمفهومه الحديث بأنه مجموعة من الخبرات التربوية والاجتماعية ، والثقافية ، والرياضية ، والفنية التي تخطط لها المدرسة وتهيئها للمتعلمين ، ليقوموا بتعلمها داخل المدرسة أو خارجها بهدف اكسابهم أنماط من السلوك أو تعديل أو تغيير أنماط أخرى من السلوك نحو الاتجاه المرغوب فيه ، ومن خلال ممارستهم لجميع الأنشطة اللازمة والمصاحبة لتعلم تلك الخبرات بما يساعدهم في إتمام نموهم .ويعرف أيضاً بأنه مجموعة من الخبرات التربوية التي تهيؤها المدرسة للمتعلمين سواء داخلها أو خارجها بهدف مساعدتهم على النمو الشامل في جميع الجوانب الجسمية والعقلية والوجدانية ، بما يؤدي إلى تعديل سلوكهم ويسهم في تحقيق الأهداف التربوية المنشودة .
وعند تحليل التعريفان السابقان للمفهوم الحديث للمنهج يتضح ما يلي :
- يتضمن المنهج بمفهومه الحديث خبرات تربوية وهي الخبرات المفيدة للمجتمع والتي توازن بين مصلحة الفرد ومصلحة المجتمع ، وتؤدي إلى تحقيق السعادة لكل منهما .
- يتعلم المتعلم وفقا للمنهج بمفهومه الحديث داخل المدرسـة وخارجها ، فالمدرسـة تعمل على تهيئة الظروف المناسبة لكي يمر المتعلمون بالخبرات التربوية داخلها ، في حجرات الدراسـة وفي المختبرات وفي الملاعب وفي الحقول ، وكذلك خارجها ، في الرحلات والمعسكرات والزيارات الميدانية ، كما تحرص المدرسة على أن يكون مرور المتعلمين بهذه الخبرات تحت اشرافها وتوجيهها .
تهدف الخبرات التربوية التي يتضمنها المنهج بمفهومه الحديث إلى مساعدة المتعلمين على النمو الشامل المتوازن وفقا لطبيعة كل منهم وفقا لتكوينه الجسمي وظروفه البيئية والاجتماعية والاقتصادية ، ووفقا لقدرته واستعداداته ، بما يسهم في تعديل سلوكهم . ويقصد بالنمو الشامل تنمية كافة جوانب المتعلم الجسمية والعقلية والوجدانية . ويقصد بتنمية الجانب الجسمي بناء الجسم السليم والاهتمام بالصحة والمحافظة عليها ، وذلك عن طريق مساعدة المتعلم على ممارسة الأنشطة الرياضية المتنوعة واكتساب العادات الصحية السليمة وممارستها .
ومن المفاهيم الحديثة للمنهج :
- كل الخبرات التي يمر بها المتعلم بصرف النظر عن أين وكيف يتلقاها .
- مجموعة الخبرات التربوية والثقافية والاجتماعية والرياضية والفنية التي تهيئها المدرسة للمتعلمين داخل المدرسة أو خارجها بقصد مساعدتهم على النمو الشامل وتعديل سلوكهم طبقا لأهدافها التربوية .
- مجموعة متنوعة من الخبرات والانشطة التي يتم تشكيلها والتي يتم إتاحة الفرصة للمتعلم للمرور بها . ويتضمن هذا عملية التدريس والتي تظهر نتائجها فيما يتعلمه المتعلمين . وقد يتم هذا من خلال المدرسة أو أي مؤسسات اجتماعية أخرى تحمل مسؤولية التربية . ويشترط في هذه الخبرات أن تكون منطقية وقابلة للتطبيق والتأثير .
مميزات المنهج بالمفهوم الحديث :
1- يشتمل على جميع الخبرات والأنشطة الصفية وغير الصفية التي تقدمها المدرسة وتشرف على تنظيمها من أجل تنمية المتعلم التنمية الشاملة في مختلف النواحي ، وإكسابه المهارات الضرورية لمجابهة تحديات الحياة ، والعمل على تعديل سلوكه بما يتوافق مع المهارات المكتسبة .
2- يشترك في إعداده عدد كبير من الأكاديميين والتربويين والمدرسين من مختلف الاختصاصات ، ورجال الفكر والسياسة والاقتصاد ، إضافة إلى عينة من الفئة التي يستهدفها المنهج ، بطريقة تعاونية مع مراعات واقع المجتمع وفلسفته وطبيعة المتعلم وخصائص نموه ، وبذلك فان المنهج الحديث يعد بأسلوب تشاركي تعاوني من الجهات التي يعنيها الأمر كافة ، وبشكل يحقق التوازن والتكامل بين الخبرات .
3- يعتمد على الفلسفة التربوية الحديثة ونظريات التعلم ، وما يناسب منها لكل مرحلة عمرية ، من خلال تنويع الطرائق والأساليب التدريسية والتقويمية ، ومراعات الفروق الفردية .
4- يسعى إلى توظيف المبتكرات العلمية المتعلقة بتكنولوجيا التعلم ومصادر الـتـعـلـم الحديثة ، واستغلال شبكة الاتصالات الدولية للحصول على أحدث ما يستجد في مجال العلوم المختلفة .
5- يسعى إلى التأكيد على فكرة العمل الجماعي والتعاوني والتعلم ضمن الفريق ، وتقدير الابداع الفردي والتعلم الذاتي ، والاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية وإكساب المتعلم قيم قبول الآخر واحترام رأيه .
6- العمل على ربط المادة النظرية بالمادة التطبيقية من خلال النشاط المدرسي الهادف ، وذلك من أجل تعزيز الخبرات المكتسبة .
7- يمتاز المنهج الحديث في قيام المدرس بالتنوع في طرائق التدريس حيث يختار أكثرها ملائمة لطبيعة المتعلمين مع مراعات الفروق الفردية لهم ، ومن خلال ذلك أصبح دور المدرس مرشداً وموجهاً ومساعداً للمتعلم ، من أجل التنمية الشاملة له .
وقد يكون من الضروري هنا أن نشير إلى أنه ليس كل ما يكتسبه المتعلم من خبرات يكون مخططا له فالخبرات غير المدرسية أو غير المخطط لها ، أو ما يعرف بالجزء الخفي من المنهج ، يمكن أن تدعم الخبرات المدرسية المخطط لها مثلاً : سقوط الطفل على الارض وحدوث بعض الخدوش التي تتطلب عناية طبية قد تكون خبرة جيدة للأطفال لكي يتعلموا عن الاسعافات الأولية وأصول الرقابة وقد يكون هذا أفضل من درس نظري حول هذا الموضوع .
المناهج العربية المعاصرة وسبل الارتقاء، الدكتور أحمد مالك إبراهيم، دار الإبداع للطباعة والنشر والتوزيع، تكريت، الطبعة الأولى 2021م، من الصفحة 21 إلى 24.

ممتاز
ردحذف